قوبلت تصريحات الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل باستهجان وردود فعل غاضبة عربياً وأوروبياً، واستنكرت الخارجية الإماراتية رسمياً في بيان، اليوم (الثلاثاء)، تصريحاته، ووصفتها بـ«العنصرية»، واستدعت القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي مطالبة بتفسير مكتوب لتصريحات بوريل. وقالت إن تصريحاته تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي.
وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات بوريل التي وصف فيها أوروبا بأنها «حديقة»، وباقي العالم «أدغال»، وأنه يتعين على الحديقة الدفاع عن نفسها، بحسب قوله. وقالت زاخاروفا: إن الحديقة التي قامت أوروبا ببنائها جاءت نتيجة النهج البربري القائم على نهب الأدغال.
وخلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الأسبوع الماضي، قال بوريل إن «أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً.. أغلب بقية العالم هو أدغال».
الغضب العارم طال قلب القارة الأوروبية التي ظنها بوريل حديقة، محاطة بأدغال، وتركت تصريحاته أثراً سلبياً للغاية حول العالم، فالدبلوماسي المخضرم بحسب سجله الوظيفي، وضع نفسه في ورطة كبرى، دفعت البعض إلى مطالبته بالاستقالة.
بوريل فقد لغة الدبلوماسية وهو يتحدث إلى دبلوماسيين بلغة بدت بعيدة تماماً عن الدبلوماسية. والأكثر مرارة أن الرجل استخدم تعبيرات من حقب بائدة عندما قال: يجب أن يذهب البستانيون للغابة. وأن يكونوا أكثر انخراطاً مع بقية العالم، وإلا فإن الغابة ستغزونا.
مؤسسات أوروبية سارعت إلى انتقاد بوريل، وقالت عضوة البرلمان الأوروبي سفينيا هان: لا يزال لغزاً كيف انتهى بنا المطاف مع شخص غير دبلوماسي مثل بوريل بصفته أكبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي؟
وأضافت في تغريدة: في مثل هذه الأوقات، نرى الحاجة إلى وزير خارجية حقيقي في الاتحاد الأوروبي وسياسة خارجية مشتركة.. نحن بحاجة إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي وتقليص دور المفوضية..
فيما كتب الدبلوماسي الكندي البارز بوب ري: تابعت الموضوع.. يا له من تشبيه رهيب قام به بوريل، من المؤكد أن التاريخ وتجربتنا الحية تعلمنا أنه لا يوجد جزء من العالم يخلو من العنف.
ولم يقف الأمر عند حدود الغضب والاستنكار بل تحول إلى التشكيك في استحقاق بوريل لمنصبه، واعتبر الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد ماريك كلاين، أن بوريل غير مناسب على الإطلاق لوظيفته. ووصف أستاذ الدراسات الأوروبية بجامعة لندن فيليب مارليير،، تشبيه بوريل بـ«المسيء» بشكل رهيب، وله نغمات استعمارية وعنصرية قوية.
واعتبرت الباحثة ماريا دوبوفيكوفا تصريحاته استعادة لنغمة عنصرية ولت، تفيد بأن الأوروبيين هم الأشخاص المتميزون في هذا العالم. ودعا الباحث الأمريكي ديفيد كينج، المسؤول الأوروبي إلى الاستقالة والاعتذار.
أما الخبير السياسي والمتخصص في الشؤون الجيوسياسية الدكتور ديفيد ولو فقال: غباء رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بوريل يلحق به.. بعد أن وصف العالم خارج أوروبا، بالأدغال وهدد بالقضاء على الجيش الروسي، تراجع عن تصريحاته.